في المحكمة ظُلم و ظَلامْ
الانجيل بحسب مرقس ٦٢:١٤
امام اعلى سلطة تمثل العهد القديم و شريعة موسى اجتمع مجلس السنهدريم
اليهودي. جلس رئيس الكهنة مع الكهنة و حكماء الامة اليهودية يستمعون الى
الشهود و هم يتقيأون الزور و البهتان ضد متهم بخرق الشريعة و الازدراء
بتعاليم موسى. هذا المتهم هو بعينه من منح هذه المحكمة سلطانها فهو صاحب
العهد و معطي الشريعة.
ثم وفي لحظة فارقة تجرأ رئيس الكهنة المعين لحراسة الشريعة و العهد الموسوي ليسأل المتهم: "أأنت المسيح ابن المبارك"؟
أجابه المتهم، المسيح، بكل الوضوح: " إني أنا هو"
الشئ الذي يدعو للتساؤل هنا هو:
١- لماذا لم يقتنع رئيس الكهنة بشهادات الشهود؟
٢- هل كان يعلم مسبقا بما سيقول هؤلاء الشهود لان الخطة المسبقة هي الحكم بموت المسيح و لكي يصلوا الى مرادهم لفقوا كل هذه الشهادات؟
٣- بالرغم من ان من خصائص وظيفة رئيس الكهنة حفظ الشريعة الموسوية
لانه ممثل شعب الله على الارض و هو الذي يدخل كل سنة مرة واحدة الى قدس
الاقداس ليكفر عن خطايا شعب الله. الا إنه يسأل المتهم عن اذا ما كان فعلا
هو المسيا المنتظر ام لا؟ فماذا كان يتوقع من المتهم ان يجيبه؟
٤- سؤال رئيس الكهنة ينم عن جهله بالشريعة التي عاش عمره كله يدافع
عنها فكيف يسأل المتهم عن اذا ما كان هو المسيح ابن المبارك ام لا ؟ الم
يَعلمْ بل و يُعلِم عن المسيا و مكان ولادته و نسبه و حسبه؟
٥- اجابة المسيح لسؤال رئيس الكهنة كانت واضحة جدا: "اني انا هو". نفس
الاجابة التي تلقاها موسى عندما سأل من اعطاه الشريعة ما هو اسمك و سمع
الاجابة "انا هو"
٦- تمزيق رئيس الكهنة لثيابه كان رد فعل مدروس و مخطط له و ربما كما
تمزيق الثياب نبؤة ففي هذه اللحظة انتهى الكهنوت و الشريعة الموسوية الى
الابد.
تمزيق رئيس الكهنة لثيابه كان اعلانا غير مقصود عن وصول المسيا ابن المبارك و نهاية عهد موسى في نفس الوقت