قصة قصيرة
مستنقع الشيطان (للكبار فقط)
حدث من عدة سنوات انني كنت في جلسة يحضرها مجموعة من المصريين
المغتربين. كل منا كانت له اتجاهات مختلفة سواء دينية أو دراسية او وظيفية
وأعمال حرة. كان احد الموجودين طالبا في الكلية الاكليريكية في مدينة جيرسي
بولاية نيوجيرسي وكان يستعد ليكون كاهنا في احدى الكنائس هناك و دار
الحديث في شتى الاتجاهات. ثم التفت إلىَّ هذا الاخ و دار بيننا الحديث
التالي.
الاخ: إلى أي الكنائس تذهب.
أنا: حقيقي لم استقر على مكان معين حاليا.
هو: لقد رايتك في الكنيسة
أنا: نعم لي صديق يساعدني في الحصول على عمل و طلب مني ان أقابله هناك.
هو: لاحظت من كلامك في القعدة انك دارس الكتاب المقدس.
أنا: نعم. أنا احب القراءة بصفة عامة و درست كثيرا في مقارنة الأديان و بالأخص أمور و فلسفة الحياة و الموت.
هو: كنيستنا تفخر بسير القديسين و تراث الرهبان الذين حفظوا لنا الإيمان.
أنا: .......ابتسمت.
هو: اعتقد انك قرأت عن اثناسيوس الذي تحدى العالم لإثبات الثالوث المقدس.
أنا: بالتأكيد الكل يعلم مقولته الشهيرة. و لكن هذا نصف الحقيقة لان
قبله كان الرسل و الآباء الأولين يقولون نفس الكلام. عندك مثلا كتب
اوريجانوس وهو قبل اثناسيوس، اكد فيها على الثالوث المقدس.
هو: اوريجانوس منحرف و هرطوقي
أنا: هل قرأت تعليمه؟
هو: لا. إنما هذا ما علموه لنا في دراسات الآباء.
أنا:............
هو: طالما قريت كتير هل قرات بستان الرهبان انه من اعظم الذخائر الروحية. ما رأيك
أنا: نعم قرأته و ... صعقت.
هو: صعقت؟ .أكيد من قوة الاختبارات الروحية؟
أنا: لا. أنا صعقت من كمية التعاليم الشيطانية و المضلة الموجودة في هذا الكتاب والتي لا تتفق مع تعليم المسيح إطلاقًا.
ساد صمت مطبق لكل الحاضرين فجأة.
تدخل بعض من في الغرفة بتعليقات مختلفة لكن الأكثرية كانوا صامتين.
هو: أكيد أنت إنجيلي.
أنا: ما دخل كلامي بكوني إنجيلي او كاثوليكي او حتى ملحد. أنت سألتني سؤال و أنا أجبتك
هو: ايه التعليم اللي مش عاجبك في الكتاب. اتحداك ان تذكر قصة واحدة فيها دليل على كلامك.
الجميع: ....... صمت و ترقب.
أنا: هناك اكثر من قصة لكن اذكر لك هذه:
قصة أنبا اسمه صرابمون. كان اسقفا و سمع عن راهبة يقال عنها انها لا
تفعل شيئا في حياتها غير الاعتكاف في الصلاة المستمرة، فاطلقوا عليها اسم
الراهبة الحبيسة. المهم، قرر صرابمون الذهاب ليرى تلك الراهبة و لما قابلها
قال لها:
هل ممكن تخلعي ملابسك و تكوني عريانة و أنا اخلع ملابسي و احنا الاثنين نمشي عريانيين في السوق.
الراهبة رفضت.
راح الأسقف ملبسها تهمة ان ذاتها متكبرة و لم تنضج روحيًا؟!!!
هو و (البعض من المجموعة): مش ممكن تكون القصة دي في بستان الرهبان. طلعها لي و أنا اؤمن ان هذا الكتاب كلام فارغ.
أنا: أنا قرأت القصة بنفسي. لو الكتاب معي هخليك تقرأها بنفسك. أكيد الكتاب في مكتبة الكنيسة دور بنفسك لو مش مصدقني.
هو واقفا و زاعقا بأعلى صوته: اتحداك ان هذه القصة من تأليفك و غير موجودة. أراهنك على ١٠٠ دولار ان الكلام ده كذب.
أنا: يا عم هدي نفسك و مفيش داعي لرهان و خلافه. انت روح مكتبة الكنيسة و اقرأ بنفسك فصل الأنبا صرابمون مع الراهبة الحبيسة.
انتهت الجلسة بنظرات الغضب و الشراسة من هذا الاخ (تعودت عليها من كتر ما واجهت في مصرنا الحبيبة)
النقاش في مصرنا الحبيبة ليس لإثبات او دحض افكار إنما هو دائما
مباريات لإثبات الذات و اعلاء قيمة القبيلة و الدفاع عن المصالح الشخصية و
أسهل حاجة اتهام الكفر و الضلال عشان الحقيقة صعب تقبلها لانها تتطلب تغيير
و انكار لواقع غلط لكن الناس مرتاحة على ما نشأوا عليه و لا يريدون
التغيير بل ان بعض الناس لهم مصالح و مكاسب من استمرار هذا الجهل و الضلال.
المهم اكمل لكم القصة. تاني يوم اتصل بي نفس الاخ ليقول لي: أنت كسبت
الرهان و فعلا القصة موجودة و انه سأل ابيه الروحي عن معناها فقال له:
وقبل ما يكمل قاطعته و قلت له: أنا عارف قالك ايه.
هو: عارف ازاي؟ انت كنت معانا على الخط؟
أنا: لا. لكن الرد محفوظ. هو قالك "القصة دي ليها عمق روحي مش أي حد يفهمه".
هو: فعلا هو قال هذا الكلام.
الى هنا انتهت القصة ولكن
لي سؤال و توسل.
لي سؤال و توسل.
اخي و أختي
السؤال هو:
هل توافق ان واحد راهب او اسقف او أي إنسان مهما كانت رتبته يقول
لمامتك او أختك او زوجتك او بنتك انها تقلع عريانة و هو يقلع عريان و لو
ردوا عليه عيب يا أبانا نعمل كده يروح يقول لهم إنتوا متكبرين و ذاتكم
منتفخة و يجب ان تتواضعوا؟
السؤال فقط في حد ذاته ان رجل يقول لسيدة انها تخلع ملابسها عريانة ده تحرش جنسي يعاقب عليه القانون المدني قبل الإلهي.
لم نرى المسيح له كل المجد يعلم مثل هذا الكلام السافل و المنحط و نسب ذلك لتعليم المسيح عن انكار الذات إنما هو الضلال بعينه.
التوسل هو:
هذا الكتاب، اتوسل إلى المسئولين (الأمناء) في الكنيسة، ان تتم مصادرته و حرقه بالنار.
ملحوظة:
١-مؤلف هذا الكتاب غير معروف (دي حقيقة).
٢- تم تعديل و تنقيح هذا الكتاب عدة مرات سابقة. اخر تنقيح (تعديل و
حذف) لهذا الكتاب كان على يد رئيس دير الأنبا مقار الأسقف ابيفانوس المقتول
و متهم بقتله ٢ رهبان من نفس الدير.
فَصَنَعَ سَوْطاً مِنْ حِبَالٍ
وَطَرَدَ الْجَمِيعَ مِنَ الْهَيْكَلِ
اَلْغَنَمَ وَالْبَقَرَ وَكَبَّ دَرَاهِمَ الصَّيَارِفِ
وَقَلَّبَ مَوَائِدَهُمْ.
وَقَالَ لِبَاعَةِ الْحَمَامِ:
"ارْفَعُوا هَذِهِ مِنْ هَهُنَا. لاَ تَجْعَلُوا بَيْتَ أَبِي بَيْتَ تِجَارَةٍ." (يوحنا ١٥:٢)