تاريخ دولة اسرائيل من البداية الى الآن قصة تشهد عن امانة الله المطلقة لشعبه.
"إسرائيل"
اسم "إسرائيل" اسم بديل ليعقوب، وتظهر قصة تسمية يعقوب بإسرائيل في سفر التكوين 32:25
وبقيَ يعقوبُ وحدَهُ، فصارَعَهُ رَجلٌ حتى طُلوعِ الفَجرِ. 26 ولمَّا رأَى أنَّه لا يقوى على يعقوبَ في هذا الصِّراعِ، ضرَبَ حُقَ وِرْكِه فاَنخلَعَ. 27 وقالَ لِيعقوبَ: «طَلَعَ الفجرُ فاَترُكْني!» فقالَ يعقوبُ: «لا أتْرُكُكَ حتى تُبارِكَني». 28 فقالَ الرَّجلُ: «ما اَسمُكَ؟» قالَ: «اَسمي يعقوبُ». 29 فقالَ: «لا يُدعَى اَسمُكَ يعقوبَ بَعدَ الآنَ بل إِسرائيلَ، لأنَّكَ غالَبْتَ اللهَ والنَّاسَ وغلَبْتَ». سفر التكوين
ولفظة إسرائيل مكونة حسب التوراة من كلمتين ساميتين قديمتين هما: "سرى" (بالعبرية: שָׂרָה) بمعني غلب، و"إيل" (بالعبرية: אֵל) أي الإله أو الله. التوراة و كذلك مصادر عبرية أخرى تسمى الشعب العبراني أو الشعب اليهودي "بيت إسرائيل" أو "آل إسرائيل" أو "بني إسرائيل"، كثيراً ما يختصرون التعبير فيقولون "إسرائيل" فقط كما رأينا في مأثور التلمود والاسم العبري هو "إيرتس يسرائيل" أي "أرض إسرائيل".
عثر على رسالة فرعونية من القرن الـ14 قبل الميلاد يذكر فيها اسم "إسرائيل" كاسم شعب في بلاد الكنعان. طبيعة العلاقة بين ذلك الشعب وبني إسرائيل الذين ظهروا في بلاد الكنعان بفترة لاحقة غير واضحة، ولكن الرسالة الفرعونية تثبت قيام شعب بهذا الاسم حتى قبل عصر التوراة.
"أورشليم"
تنص المخطوطات العبرانية على أن النبي داود دام حكمه لمملكة إسرائيل 40 عامًا، وبالتحديد حتى سنة 970 ق.م، وبعد وفاته خلفه ولده سليمان الذي حكم طيلة 33 عامًا، وفي عهده تمّ تشييد هيكل سليمان الشهير، كونه يمثل المستودع الذي حُفظ فيه تابوت العهد.
أصبحت "أورشليم" تُسمى بالمدينة المقدسة في عام 975 ق.م، وشكّلت عاصمة لمملكة إسرائيل الموحدة، وبعد وفاة سليمان انقسمت المملكة إلى قسمين شمالي وجنوبي وذلك بعد تمرد الأسباط العبرية الشمالية بسبط يهوذا الجنوبي الذي كان آل داود ينتمون إليه.
سُمي القسم الجنوبي بمملكة يهوذا في الجنوب، وأصبحت "أورشليم" عاصمة لها تحت قيادة رحبعام بن سليمان.
في سنة 587 ق.م، احتل الملك البابلي "نبوخذ نصّر الثاني" مدينة "أورشليم" بعد أن هزم آخر ملوك اليهود "صدقيا بن يوشيا"، ونقل من بقي فيها من اليهود أسرى إلى بابل بمن فيهم الملك صدقيا نفسه، وعاث في المدينة دمارًا وخرابًا وأقدم على تدمير هيكل سليمان، مما أنهى الفترة التي يُطلق عليها المؤرخون تسمية "عهد الهيكل الأول"
بعد 50 سنة من السبي إلى بابل، سمح الملك الفارسي قورش الكبير عام 538 ق.م لمن أراد من أسرى اليهود في بابل بالعودة إلى القدس وإعادة بناء الهيكل المهدم، فعاد عدد من اليهود إلى القدس وشرعوا ببناء الهيكل الثاني، وانتهوا من العمل به سنة 516 ق.م، في عهد الملك الفارسي دارا الأول، وعُرف فيما بعد بمعبد هيرودس تيمنًا بملك اليهود هيرودس الكبير الذي قام بتوسيعه.
حوالي سنة 445 ق.م، أصدر الملك الفارسي "أرتحشستا الأول" مرسومًا سمح فيه لسكان المدينة بإعادة بناء أسوارها، واستمرت المدينة عاصمة لمملكة يهوذا طيلة العقود التي تلت.
فقدت الإمبراطورية الفارسية اسرائيل بما فيها "أورشليم" لصالح القائد والملك المقدوني، الإسكندر الأكبر، عام 333 ق.م، وبعد وفاته استمر خلفاؤه المقدونيون البطالمة في حكم المدينة، واستولى عليها في العام نفسه بطليموس الأول وضمها إلى مملكته في مصر عام 323 ق.م. ثم في عام 198 ق.م، خسر بطليموس الخامس "أورشليم" ومملكة يهوذا لصالح السلوقيين في سوريا، بقيادة أنطيوخوس الثالث الكبير. حاول الإغريق أن يطبعوا المدينة بطابعهم الخاص ويجعلوا منها مدينة هيلينية تقليدية، لكن هذه المحاولة باءت بالفشل سنة 168 ق.م، عندما قام المكابيين بثورة على الحاكم أنطيوخوس الرابع، تحت قيادة كبير الكهنة "متياس" وأبنائه الخمسة، ونجحوا بتأسيس المملكة الحشمونائيمية وعاصمتها "أورشليم" سنة 152 ق.م. استولى قائد الجيش الروماني "پومپيوس الكبير"، على "أورشليم" في عام 63 ق.م بعد أن استغل صراعًا على سدّة المُلك بين الملوك الحشمونائيمية، وبهذا ضُمت اسرائيل إلى الجمهورية الرومانية.
أقدم الرومان على تنصيب هيرودس الأول ملكًا على اليهود ليضمنوا سيطرتهم وتحكمهم بمملكة يهوذا، فكرّس هيرودس عهده لتجميل المدينة وتطوير مرافقها، فبنى عددًا من الأسوار والقصور والأبراج والقلاع، وقام بتوسيع المعبد حتى تضاعف حجم المنطقة حيث يقع. وبعد وفاة هيرودس الأول في السنة السادسة قبل الميلاد، خلفه هيرودس الثاني في حكم اورشليم من عام 4 قبل الميلاد حتى 6 بعده وعندها أخضع الرومان مملكة يهوذا للحكم الروماني المباشر نتيجة لعدم ثقة الحكومة بهيرودس، فأصبحت تُعرف بمقاطعة اليهودية، على الرغم من أن خلفاء هيرودس الأول، المتحدرين من أغريباس الثاني، استمروا بحكم المناطق المجاورة بوصفهم ملوك تابعين لروما حتى سنة 96 ميلادية.
شهد الحكم الروماني المباشر لاورشليم حوادث كثيرة، أولها الثورة اليهودية الكبرى، التي استمرت من سنة 66 إلى سنة 70م، حيث قام اليهود في اورشليم بأعمال شغب وعصيان مدني قمعها الحاكم الروماني "تيطس" بالقوة فأحرق المدينة وأسر كثيراً من اليهود ودُمّر المعبد للمرة الثانية، وعادت الأمور إلى طبيعتها في ظل الاحتلال الروماني للمدينة المقدسة. ثم عاود اليهود التمرد وإعلان العصيان مرتين في عاميّ 115 و132م، والمرة الأخيرة عُرفت بثورة شمعون بن كوكبة، تيمنًا بقائد العصيان، وخلالها تمكن اليهود بالفعل من السيطرة على المدينة، وأعلنوها عاصمة لمملكة يهوذا مجددًا، إلا أن الإمبراطور الروماني "هادريان" تعامل مع الثوّار بعنف وأسفر ذلك عن تدمير اورشليم للمرة الثانية، وأخرج اليهود المقيمين فيها ولم يبق إلا المسيحيين، ومن شدّة نقمة الإمبراطور على اليهود، أصدر مرسومًا بجعل المدينة ذات طابع روماني فتم تغيير اسمها إلى "مستعمرة إيليا الكاپيتولينيّة" واشترط ألا يسكنها يهودي، بل أقدم على تغيير اسم مقاطعة اليهودية بكاملها وجعله "مقاطعة سوريا الفلسطينية" (باللاتينية: Syria Palaestina) تيمنًا بالفلستينيون الذين سكنوا الساحل الجنوبي لبلاد كنعان.
خضعت المدينة لسيطرة الرومان ثم الروم البيزنطيين خلال القرون الخمسة التي تلت ثورة شمعون بن كوكبة، وبعد أن نقل الإمبراطور الروماني قسطنطين الأول عاصمة الإمبراطورية الرومانية من روما إلى بيزنطية، وأعلن المسيحية ديانة رسمية للدولة، أمر بتشييد عدد من المعالم المسيحية باورشليم، فبنيت كنيسة القيامة عام 326م، فكانت تلك نقطة تحول بالنسبة للمسيحيين في المدينة، حيث لم يعودوا مضطهدين، واستطاعوا ممارسة شعائرهم الدينية بحريّة. أصبحت اورشليم مركزًا لبطريركية من البطريركيات الخمس الكبرى، وهي إلى جانب اورشليم: الإسكندرية وروما والقسطنطينية وأنطاكية، بعد أن تقرر إنشائها في مجمع نيقية. استمر حظر دخول اليهود إلى اورشليم طيلة عهد قسطنطين الأول حتى القرن السابع الميلادي.
احتل العرب اورشليم في عهد في عهد عمر بن الخطاب الذي أًرسل عمرو بن العاص وأبو عبيدة بن الجراح لغزو اسراىذل عامة ونشر الدعوة الإسلامية فيها، لكن اورشليم عصيت عليهم ولم يتمكنوا من فتحها لمناعة أسوارها، حيث اعتصم أهلها داخل الأسوار. وعندما طال حصار المسلمين لها، طلب رئيس البطاركة والأساقفة، المدعو "صفرونيوس"، طلب منهم أن لا يسلم اورشليم إلا الى عمر بن الخطاب بشخصه. فأرسل عمرو بن العاص يخبر عمر في المدينة بما طلبه صفرونيوس رئيس الأساقفة المسيحيين في اورشليم فاستشار عمر بن الخطاب أصحابه فكان أول من تكلم عثمان بن عفان فقال: "أقم ولا تسر إليهم فإذا رأوا أنك بأمرهم مستخفن ولقتالهم مستحقر فلا يلبثون إلا اليسير حتى ينزلوا على الصغار ويعطوا الجزية". وقال علي بن أبي طالب: "إني أرى أنك إن سرت إليهم فتح الله هذه المدينة على يديك وكان في مسيرك الأجر العظيم". ففرح عمر بن الخطاب بمشورة علي فقال: "لقد أحسن عثمان النظر في المكيدة للعدو وأحسن علي المشورة للمسلمين فجزاهما الله خيراً ولست آخذاً إلا بمشورة علي فما عرفناه إلا محمود المشورة ميمون الغرة".
فقصد عمر بن الخطاب وخادمه ومعهما ناقة إلى اورشليم في رحلة شاقة. وما أن وصلا مشارف المدينة حتى أطل عليهما صفرونيوس والبطاركة وسألوا من هذين الرجلين فقال المسلمون إنه عمر بن الخطاب وخادمه، فسأل أيهما عمر فقيل ذاك الواقف على قدميه إذ كان خادمه ممتطيا الناقة، فكان الغزو العمري لاورشليم.
كتب عمر مع المسيحيين وثيقةً عُرفت باسم "العهدة العمرية" وهي وثيقة منحتهم الحرية الدينية مقابل الجزية، وتعهد بالحفاظ على ممتلكاتهم ومقدساتهم، وعرض صفرونيوس على عمر بن الخطاب أن يؤدي الصلاة في كنيسة القيامة بعد أن حان موعدها أثناء زيارته لها، فخرج من الكنيسة وصلى على مبعدة منها وعاد. ولمّا سأله البطريرك صفرونيوس عن السبب أجابه أنه يخاف من أن يتخذ المسلمون من فعله ذريعة فيما بعد للسيطرة على الكنيسة فيقولون من بعده "ها هنا صلّى عمر" وبالتالي يحولون الكنيسة إلى مسجد للمسلمين. أقام المسلمون مسجدًا في الموقع الذي صلّى به عمر بن الخطاب، بالقرب من مدخل كنيسة القيامة اليوم.
عندما جاء الخليفة الأموي عبد الملك بن مروان بنى قبة الصخرة فوق الصخرة المقدسة عام 691 على انقاض الهيكل القديم. يقول المؤرخ من القرن العاشر، محمد بن أحمد شمس الدين المقدسي، أن عبد الملك بن مروان بنى قبة الصخرة وجعل منها ذهبية كي تطغى على قبب الكنائس المنتشرة في اورشليم، ولتصبح معلمًا بارزًا يلفت نظر الزائر أوّل ما يراها. اهتم الأمويون والعباسيون بالمدينة فشهدت نهضة علمية في مختلف الميادين، لكن شهرتها سرعان ما تضعضعت بسبب عدم الاستقرار الذي شهدته الدولة العباسية وانقسامها إلى دويلات عديدة.
هُدمت كنيسة القيامة في اورشليم خلال عهد الخليفة الفاطمي، أبو علي منصور الحاكم بأمر الله، وتعرّضت حياة الحجاج الأوروبيين للخطر. وعندما سقطت اورشليم بقبضة الأتراك السلاجقة سنة 1076، إزدادت الحالة سوءًا وكثر التعدي على الحجاج الأوروبيين بشكل خاص بسبب ما كانوا يحملونه معهم من النفائس والأموال، فكانت تلك إحدى الأسباب التي أدّت لنشوب الحروب الصليبية. وقامت في اورشليم منذ ذلك التاريخ مملكة لاتينية تُحكم من قبل ملك كاثوليكي فرض الشعائر الكاثوليكية على المسيحيين الأرثوذكس مما أثار غضبهم.
استطاع صلاح الدين الأيوبي استرداد اورشليم من الصليبيين عام 1187 بعد معركة حطين، وأزال الصليب عن قبة الصخرة، ولكن الصليبيين نجحوا في السيطرة على المدينة بعد وفاة صلاح الدين في عهد الإمبراطور فريدريش الأول بربروسا إمبراطور الإمبراطورية الرومانية المقدسة، وكانت اورشليم في هذه الفترة قد ضعف شأنها وأفل نجمها وأصبحت مجرّد قرية عاديّة نظرًا لتراجع أهميتها الاستراتيجية، خصوصًا بسبب انهماك أولاد صلاح الدين بالنزاع فيما بينهم، وعدم تركيزهم على محاربة الصليبيين. ظلت اورشليم بأيدي الصليبيين 11 عامًا إلى أن استردها نهائياً الملك الصالح نجم الدين أيوب عام 1244.
تعرضت المدينة لغزو التتار الخوارزميين عام 1244، الذين قضوا على القسم الأعظم من سكانها المسيحيين وطردوا اليهود منهم.
هُزم التتار على يد المماليك بقيادة سيف الدين قطز والظاهر بيبرس في معركة عين جالوت عام 1259.
وضمت اسرائيل بما فيها اورشليم إلى السلطنة المملوكية التي حكمت مصر والشام بعد الدولة الأيوبية حتى عام 1517.
دخلت جيوش العثمانيين اسرائيل بقيادة السلطان سليم الأول بعد معركة مرج دابق في سنة 1517، وأصبحت اورشليم مدينة تابعة للدولة العثمانية طيلة 400 سنة حتى سقوطها بيد قوّات الحلفاء في الحرب العالمية الأولى سنة 1917.
سقطت اسرائيل بيد الجيش البريطاني بقيادة الفريق أول إدموند ألنبي في سنة 1917، بعد أن تقهقر الجيش العثماني مهزومًا أمامهم، وفي سنة 1922 منحت عصبة الأمم بريطانيا حق الانتداب على اسرائيل وإمارة شرق الأردن والعراق، وأصبحت اورشليم عاصمة اسرائيل تحت الانتداب البريطاني.
أحيلت قضية اورشليم إلى الأمم المتحدة بعد الحرب العالمية الثانية، فأصدرت الهيئة الدولية قرارها في 29 نوفمبر سنة 1947 بتدويل اورشليم تحت رعايتها وإشرافها. وجاء في القرار أنه سوف يُطبّق طيلة 10 سنوات، ويشمل مدينة بيت لحم، وأنه بعد هذه الفترة سيتم إجراء استفتاء عام لتحديد نظام الحكم الذي يرغب أغلبية سكان المدينة بتطبيقه عليهم. إلا أن تطبيق هذا القرار لم يُكتب له أن يتم، و أعلن قيام الدولة الإسرائيلية عام 1948 بموافقة روسيا و امريكا وغالبية دول الامم المتحدة.
حرب 1948، كان من نتائج حرب سنة 1948 بين العرب والإسرائيليين أن قُسمت اورشليم إلى شطرين: الجزء الغربي الخاضع لإسرائيل، والجزء الشرقي الخاضع للأردن.
في سنة 1950 أعلن الأردن رسميًا خضوع اورشليم الشرقية للسيادة الأردنية،
حرب 1967، خاض العرب وإسرائيل حربًا أخرى في سنة 1967 انتصرت فيها اسرائيل، وقامت بالسيطرة على اوشليم الشرقية، وكان من نتيجة ذلك أن عاد اليهود ليدخلوا دون أي قيود إلى أماكنهم المقدسة، كذلك أزيلت القيود المفروضة على المسيحيين الغربيين، أما المسجد الأقصى وقبة الصخرة فاستمرا خاضعين للأوقاف الإسلامية. قام الإسرائيليون بهدم حارة المغاربة بعد دخولهم المدينة، بما أنها كانت تواجه حائط المبكى الذي يتعبّد اليهود عنده، ولكي يجعلوا من الموقع ساحة لرفع الصلاة اليهودية. قامت إسرائيل بتوسيع حدود المدينة بعد انتهاء الحرب.
اعلنت اورشليم عاصمة لدولة اسرائيل الى الابد.
تلخيص د. لورانس لمعي
مصادر المعلومات يمكنكم مراجعتها على الرابط التالي
https://ar.wikipedia.org/wi…/%D8%A7%D9%84%D9%82%D8%AF%D8%B3…
"إسرائيل"
اسم "إسرائيل" اسم بديل ليعقوب، وتظهر قصة تسمية يعقوب بإسرائيل في سفر التكوين 32:25
وبقيَ يعقوبُ وحدَهُ، فصارَعَهُ رَجلٌ حتى طُلوعِ الفَجرِ. 26 ولمَّا رأَى أنَّه لا يقوى على يعقوبَ في هذا الصِّراعِ، ضرَبَ حُقَ وِرْكِه فاَنخلَعَ. 27 وقالَ لِيعقوبَ: «طَلَعَ الفجرُ فاَترُكْني!» فقالَ يعقوبُ: «لا أتْرُكُكَ حتى تُبارِكَني». 28 فقالَ الرَّجلُ: «ما اَسمُكَ؟» قالَ: «اَسمي يعقوبُ». 29 فقالَ: «لا يُدعَى اَسمُكَ يعقوبَ بَعدَ الآنَ بل إِسرائيلَ، لأنَّكَ غالَبْتَ اللهَ والنَّاسَ وغلَبْتَ». سفر التكوين
ولفظة إسرائيل مكونة حسب التوراة من كلمتين ساميتين قديمتين هما: "سرى" (بالعبرية: שָׂרָה) بمعني غلب، و"إيل" (بالعبرية: אֵל) أي الإله أو الله. التوراة و كذلك مصادر عبرية أخرى تسمى الشعب العبراني أو الشعب اليهودي "بيت إسرائيل" أو "آل إسرائيل" أو "بني إسرائيل"، كثيراً ما يختصرون التعبير فيقولون "إسرائيل" فقط كما رأينا في مأثور التلمود والاسم العبري هو "إيرتس يسرائيل" أي "أرض إسرائيل".
عثر على رسالة فرعونية من القرن الـ14 قبل الميلاد يذكر فيها اسم "إسرائيل" كاسم شعب في بلاد الكنعان. طبيعة العلاقة بين ذلك الشعب وبني إسرائيل الذين ظهروا في بلاد الكنعان بفترة لاحقة غير واضحة، ولكن الرسالة الفرعونية تثبت قيام شعب بهذا الاسم حتى قبل عصر التوراة.
"أورشليم"
تنص المخطوطات العبرانية على أن النبي داود دام حكمه لمملكة إسرائيل 40 عامًا، وبالتحديد حتى سنة 970 ق.م، وبعد وفاته خلفه ولده سليمان الذي حكم طيلة 33 عامًا، وفي عهده تمّ تشييد هيكل سليمان الشهير، كونه يمثل المستودع الذي حُفظ فيه تابوت العهد.
أصبحت "أورشليم" تُسمى بالمدينة المقدسة في عام 975 ق.م، وشكّلت عاصمة لمملكة إسرائيل الموحدة، وبعد وفاة سليمان انقسمت المملكة إلى قسمين شمالي وجنوبي وذلك بعد تمرد الأسباط العبرية الشمالية بسبط يهوذا الجنوبي الذي كان آل داود ينتمون إليه.
سُمي القسم الجنوبي بمملكة يهوذا في الجنوب، وأصبحت "أورشليم" عاصمة لها تحت قيادة رحبعام بن سليمان.
في سنة 587 ق.م، احتل الملك البابلي "نبوخذ نصّر الثاني" مدينة "أورشليم" بعد أن هزم آخر ملوك اليهود "صدقيا بن يوشيا"، ونقل من بقي فيها من اليهود أسرى إلى بابل بمن فيهم الملك صدقيا نفسه، وعاث في المدينة دمارًا وخرابًا وأقدم على تدمير هيكل سليمان، مما أنهى الفترة التي يُطلق عليها المؤرخون تسمية "عهد الهيكل الأول"
بعد 50 سنة من السبي إلى بابل، سمح الملك الفارسي قورش الكبير عام 538 ق.م لمن أراد من أسرى اليهود في بابل بالعودة إلى القدس وإعادة بناء الهيكل المهدم، فعاد عدد من اليهود إلى القدس وشرعوا ببناء الهيكل الثاني، وانتهوا من العمل به سنة 516 ق.م، في عهد الملك الفارسي دارا الأول، وعُرف فيما بعد بمعبد هيرودس تيمنًا بملك اليهود هيرودس الكبير الذي قام بتوسيعه.
حوالي سنة 445 ق.م، أصدر الملك الفارسي "أرتحشستا الأول" مرسومًا سمح فيه لسكان المدينة بإعادة بناء أسوارها، واستمرت المدينة عاصمة لمملكة يهوذا طيلة العقود التي تلت.
فقدت الإمبراطورية الفارسية اسرائيل بما فيها "أورشليم" لصالح القائد والملك المقدوني، الإسكندر الأكبر، عام 333 ق.م، وبعد وفاته استمر خلفاؤه المقدونيون البطالمة في حكم المدينة، واستولى عليها في العام نفسه بطليموس الأول وضمها إلى مملكته في مصر عام 323 ق.م. ثم في عام 198 ق.م، خسر بطليموس الخامس "أورشليم" ومملكة يهوذا لصالح السلوقيين في سوريا، بقيادة أنطيوخوس الثالث الكبير. حاول الإغريق أن يطبعوا المدينة بطابعهم الخاص ويجعلوا منها مدينة هيلينية تقليدية، لكن هذه المحاولة باءت بالفشل سنة 168 ق.م، عندما قام المكابيين بثورة على الحاكم أنطيوخوس الرابع، تحت قيادة كبير الكهنة "متياس" وأبنائه الخمسة، ونجحوا بتأسيس المملكة الحشمونائيمية وعاصمتها "أورشليم" سنة 152 ق.م. استولى قائد الجيش الروماني "پومپيوس الكبير"، على "أورشليم" في عام 63 ق.م بعد أن استغل صراعًا على سدّة المُلك بين الملوك الحشمونائيمية، وبهذا ضُمت اسرائيل إلى الجمهورية الرومانية.
أقدم الرومان على تنصيب هيرودس الأول ملكًا على اليهود ليضمنوا سيطرتهم وتحكمهم بمملكة يهوذا، فكرّس هيرودس عهده لتجميل المدينة وتطوير مرافقها، فبنى عددًا من الأسوار والقصور والأبراج والقلاع، وقام بتوسيع المعبد حتى تضاعف حجم المنطقة حيث يقع. وبعد وفاة هيرودس الأول في السنة السادسة قبل الميلاد، خلفه هيرودس الثاني في حكم اورشليم من عام 4 قبل الميلاد حتى 6 بعده وعندها أخضع الرومان مملكة يهوذا للحكم الروماني المباشر نتيجة لعدم ثقة الحكومة بهيرودس، فأصبحت تُعرف بمقاطعة اليهودية، على الرغم من أن خلفاء هيرودس الأول، المتحدرين من أغريباس الثاني، استمروا بحكم المناطق المجاورة بوصفهم ملوك تابعين لروما حتى سنة 96 ميلادية.
شهد الحكم الروماني المباشر لاورشليم حوادث كثيرة، أولها الثورة اليهودية الكبرى، التي استمرت من سنة 66 إلى سنة 70م، حيث قام اليهود في اورشليم بأعمال شغب وعصيان مدني قمعها الحاكم الروماني "تيطس" بالقوة فأحرق المدينة وأسر كثيراً من اليهود ودُمّر المعبد للمرة الثانية، وعادت الأمور إلى طبيعتها في ظل الاحتلال الروماني للمدينة المقدسة. ثم عاود اليهود التمرد وإعلان العصيان مرتين في عاميّ 115 و132م، والمرة الأخيرة عُرفت بثورة شمعون بن كوكبة، تيمنًا بقائد العصيان، وخلالها تمكن اليهود بالفعل من السيطرة على المدينة، وأعلنوها عاصمة لمملكة يهوذا مجددًا، إلا أن الإمبراطور الروماني "هادريان" تعامل مع الثوّار بعنف وأسفر ذلك عن تدمير اورشليم للمرة الثانية، وأخرج اليهود المقيمين فيها ولم يبق إلا المسيحيين، ومن شدّة نقمة الإمبراطور على اليهود، أصدر مرسومًا بجعل المدينة ذات طابع روماني فتم تغيير اسمها إلى "مستعمرة إيليا الكاپيتولينيّة" واشترط ألا يسكنها يهودي، بل أقدم على تغيير اسم مقاطعة اليهودية بكاملها وجعله "مقاطعة سوريا الفلسطينية" (باللاتينية: Syria Palaestina) تيمنًا بالفلستينيون الذين سكنوا الساحل الجنوبي لبلاد كنعان.
خضعت المدينة لسيطرة الرومان ثم الروم البيزنطيين خلال القرون الخمسة التي تلت ثورة شمعون بن كوكبة، وبعد أن نقل الإمبراطور الروماني قسطنطين الأول عاصمة الإمبراطورية الرومانية من روما إلى بيزنطية، وأعلن المسيحية ديانة رسمية للدولة، أمر بتشييد عدد من المعالم المسيحية باورشليم، فبنيت كنيسة القيامة عام 326م، فكانت تلك نقطة تحول بالنسبة للمسيحيين في المدينة، حيث لم يعودوا مضطهدين، واستطاعوا ممارسة شعائرهم الدينية بحريّة. أصبحت اورشليم مركزًا لبطريركية من البطريركيات الخمس الكبرى، وهي إلى جانب اورشليم: الإسكندرية وروما والقسطنطينية وأنطاكية، بعد أن تقرر إنشائها في مجمع نيقية. استمر حظر دخول اليهود إلى اورشليم طيلة عهد قسطنطين الأول حتى القرن السابع الميلادي.
احتل العرب اورشليم في عهد في عهد عمر بن الخطاب الذي أًرسل عمرو بن العاص وأبو عبيدة بن الجراح لغزو اسراىذل عامة ونشر الدعوة الإسلامية فيها، لكن اورشليم عصيت عليهم ولم يتمكنوا من فتحها لمناعة أسوارها، حيث اعتصم أهلها داخل الأسوار. وعندما طال حصار المسلمين لها، طلب رئيس البطاركة والأساقفة، المدعو "صفرونيوس"، طلب منهم أن لا يسلم اورشليم إلا الى عمر بن الخطاب بشخصه. فأرسل عمرو بن العاص يخبر عمر في المدينة بما طلبه صفرونيوس رئيس الأساقفة المسيحيين في اورشليم فاستشار عمر بن الخطاب أصحابه فكان أول من تكلم عثمان بن عفان فقال: "أقم ولا تسر إليهم فإذا رأوا أنك بأمرهم مستخفن ولقتالهم مستحقر فلا يلبثون إلا اليسير حتى ينزلوا على الصغار ويعطوا الجزية". وقال علي بن أبي طالب: "إني أرى أنك إن سرت إليهم فتح الله هذه المدينة على يديك وكان في مسيرك الأجر العظيم". ففرح عمر بن الخطاب بمشورة علي فقال: "لقد أحسن عثمان النظر في المكيدة للعدو وأحسن علي المشورة للمسلمين فجزاهما الله خيراً ولست آخذاً إلا بمشورة علي فما عرفناه إلا محمود المشورة ميمون الغرة".
فقصد عمر بن الخطاب وخادمه ومعهما ناقة إلى اورشليم في رحلة شاقة. وما أن وصلا مشارف المدينة حتى أطل عليهما صفرونيوس والبطاركة وسألوا من هذين الرجلين فقال المسلمون إنه عمر بن الخطاب وخادمه، فسأل أيهما عمر فقيل ذاك الواقف على قدميه إذ كان خادمه ممتطيا الناقة، فكان الغزو العمري لاورشليم.
كتب عمر مع المسيحيين وثيقةً عُرفت باسم "العهدة العمرية" وهي وثيقة منحتهم الحرية الدينية مقابل الجزية، وتعهد بالحفاظ على ممتلكاتهم ومقدساتهم، وعرض صفرونيوس على عمر بن الخطاب أن يؤدي الصلاة في كنيسة القيامة بعد أن حان موعدها أثناء زيارته لها، فخرج من الكنيسة وصلى على مبعدة منها وعاد. ولمّا سأله البطريرك صفرونيوس عن السبب أجابه أنه يخاف من أن يتخذ المسلمون من فعله ذريعة فيما بعد للسيطرة على الكنيسة فيقولون من بعده "ها هنا صلّى عمر" وبالتالي يحولون الكنيسة إلى مسجد للمسلمين. أقام المسلمون مسجدًا في الموقع الذي صلّى به عمر بن الخطاب، بالقرب من مدخل كنيسة القيامة اليوم.
عندما جاء الخليفة الأموي عبد الملك بن مروان بنى قبة الصخرة فوق الصخرة المقدسة عام 691 على انقاض الهيكل القديم. يقول المؤرخ من القرن العاشر، محمد بن أحمد شمس الدين المقدسي، أن عبد الملك بن مروان بنى قبة الصخرة وجعل منها ذهبية كي تطغى على قبب الكنائس المنتشرة في اورشليم، ولتصبح معلمًا بارزًا يلفت نظر الزائر أوّل ما يراها. اهتم الأمويون والعباسيون بالمدينة فشهدت نهضة علمية في مختلف الميادين، لكن شهرتها سرعان ما تضعضعت بسبب عدم الاستقرار الذي شهدته الدولة العباسية وانقسامها إلى دويلات عديدة.
هُدمت كنيسة القيامة في اورشليم خلال عهد الخليفة الفاطمي، أبو علي منصور الحاكم بأمر الله، وتعرّضت حياة الحجاج الأوروبيين للخطر. وعندما سقطت اورشليم بقبضة الأتراك السلاجقة سنة 1076، إزدادت الحالة سوءًا وكثر التعدي على الحجاج الأوروبيين بشكل خاص بسبب ما كانوا يحملونه معهم من النفائس والأموال، فكانت تلك إحدى الأسباب التي أدّت لنشوب الحروب الصليبية. وقامت في اورشليم منذ ذلك التاريخ مملكة لاتينية تُحكم من قبل ملك كاثوليكي فرض الشعائر الكاثوليكية على المسيحيين الأرثوذكس مما أثار غضبهم.
استطاع صلاح الدين الأيوبي استرداد اورشليم من الصليبيين عام 1187 بعد معركة حطين، وأزال الصليب عن قبة الصخرة، ولكن الصليبيين نجحوا في السيطرة على المدينة بعد وفاة صلاح الدين في عهد الإمبراطور فريدريش الأول بربروسا إمبراطور الإمبراطورية الرومانية المقدسة، وكانت اورشليم في هذه الفترة قد ضعف شأنها وأفل نجمها وأصبحت مجرّد قرية عاديّة نظرًا لتراجع أهميتها الاستراتيجية، خصوصًا بسبب انهماك أولاد صلاح الدين بالنزاع فيما بينهم، وعدم تركيزهم على محاربة الصليبيين. ظلت اورشليم بأيدي الصليبيين 11 عامًا إلى أن استردها نهائياً الملك الصالح نجم الدين أيوب عام 1244.
تعرضت المدينة لغزو التتار الخوارزميين عام 1244، الذين قضوا على القسم الأعظم من سكانها المسيحيين وطردوا اليهود منهم.
هُزم التتار على يد المماليك بقيادة سيف الدين قطز والظاهر بيبرس في معركة عين جالوت عام 1259.
وضمت اسرائيل بما فيها اورشليم إلى السلطنة المملوكية التي حكمت مصر والشام بعد الدولة الأيوبية حتى عام 1517.
دخلت جيوش العثمانيين اسرائيل بقيادة السلطان سليم الأول بعد معركة مرج دابق في سنة 1517، وأصبحت اورشليم مدينة تابعة للدولة العثمانية طيلة 400 سنة حتى سقوطها بيد قوّات الحلفاء في الحرب العالمية الأولى سنة 1917.
سقطت اسرائيل بيد الجيش البريطاني بقيادة الفريق أول إدموند ألنبي في سنة 1917، بعد أن تقهقر الجيش العثماني مهزومًا أمامهم، وفي سنة 1922 منحت عصبة الأمم بريطانيا حق الانتداب على اسرائيل وإمارة شرق الأردن والعراق، وأصبحت اورشليم عاصمة اسرائيل تحت الانتداب البريطاني.
أحيلت قضية اورشليم إلى الأمم المتحدة بعد الحرب العالمية الثانية، فأصدرت الهيئة الدولية قرارها في 29 نوفمبر سنة 1947 بتدويل اورشليم تحت رعايتها وإشرافها. وجاء في القرار أنه سوف يُطبّق طيلة 10 سنوات، ويشمل مدينة بيت لحم، وأنه بعد هذه الفترة سيتم إجراء استفتاء عام لتحديد نظام الحكم الذي يرغب أغلبية سكان المدينة بتطبيقه عليهم. إلا أن تطبيق هذا القرار لم يُكتب له أن يتم، و أعلن قيام الدولة الإسرائيلية عام 1948 بموافقة روسيا و امريكا وغالبية دول الامم المتحدة.
حرب 1948، كان من نتائج حرب سنة 1948 بين العرب والإسرائيليين أن قُسمت اورشليم إلى شطرين: الجزء الغربي الخاضع لإسرائيل، والجزء الشرقي الخاضع للأردن.
في سنة 1950 أعلن الأردن رسميًا خضوع اورشليم الشرقية للسيادة الأردنية،
حرب 1967، خاض العرب وإسرائيل حربًا أخرى في سنة 1967 انتصرت فيها اسرائيل، وقامت بالسيطرة على اوشليم الشرقية، وكان من نتيجة ذلك أن عاد اليهود ليدخلوا دون أي قيود إلى أماكنهم المقدسة، كذلك أزيلت القيود المفروضة على المسيحيين الغربيين، أما المسجد الأقصى وقبة الصخرة فاستمرا خاضعين للأوقاف الإسلامية. قام الإسرائيليون بهدم حارة المغاربة بعد دخولهم المدينة، بما أنها كانت تواجه حائط المبكى الذي يتعبّد اليهود عنده، ولكي يجعلوا من الموقع ساحة لرفع الصلاة اليهودية. قامت إسرائيل بتوسيع حدود المدينة بعد انتهاء الحرب.
اعلنت اورشليم عاصمة لدولة اسرائيل الى الابد.
تلخيص د. لورانس لمعي
مصادر المعلومات يمكنكم مراجعتها على الرابط التالي
https://ar.wikipedia.org/wi…/%D8%A7%D9%84%D9%82%D8%AF%D8%B3…